سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته- " المقيت " الحلقة 156
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
السادسة والخمسون بعدالمائة في موضوع (المقيت) من اسماء الله الحسنى
وصفاته وهي بعنوان : * توجيه الشارع في حصول القوت ( الرزق ) :
إن المال الحقيقي هو ما يقدمه الإنسان لنفسه؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يقول ابن آدم : مالي، مالي، وهل لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت أو أكلت فأفنيت أو لبست فأبليت )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث طويل : (... إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه يمينه وشماله، وبين يديه ، ووراءه، وعمل فيه خيراً )
إن للغني فتنة وللفقر فتنة؛ ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار، وعذاب النار، وعذاب القبر، وفتنة القبر، ومن شر فتنة الغنى، ومن شر فتنة الفقر ...)
ومن أجل ذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اللهم أجعل رزق آل محمدٍ قوتاً )، وحث الرؤوف الرحيم صلى الله عليه وسلم على التقلل من الدنيا، ونهى عن أن يُعبد الإنسان نفسه لها، حيث قال : ( تعس عبد الدينار، وعبد الدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض) ، بل كان واقع رسولنا صلى الله عليه وسلم يتمثل كل ما دعا إليه أمته ووجهها إليه، وحثها عليه. روت عائشة رضي الله عنها فقالت:ما شبع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام تباعاً كما تقدم
* أسباب القوت (الرزق)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-:(من أصبح منكم آمناً في سربه، معافاً في جسمه ، عنده قوت يومه ؛ فكأنما حيزت له الدنيا ) ومن هذه الأسباب :
1-إقامة الصلاة وتقوى الله : يقول تعالى : ( وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ
وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لا نَسْأَلُكَ رِزْقاً نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى) (طـه:132)
وقال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجا ً ، وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) (الطلاق: 2- 3) وللنص دلالة تتمثل في أن الله قد تكفل بالأرزاق كافة وعلى وجه الخصوص لمن أقام الصلاة، وأمر أهله بها وداوم على ذلك، واتقى الله في جميع أحواله.
2- الاستغفار : قال عزوجل : (وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً إِلَى أَجَلٍ مُسَمّىً وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ) هود: من الآية3)
وأخرج ابن حجر في فتح الباري، ما ذكره الحسن البصري قال : أن
رجلاً شكى إليه الجدب فقال :استغفر الله، وشكي آخر الفقر، فقال : استغفر الله، وشكى إليه آخر جفاف بستانه، فقال: استغفر الله، وشكى إليه آخر عدم الولد، فقال : استغفر الله، ثم تلا عليهم هذه الآية ( فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً) (نوح: 10-12)
إلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .