أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية بعد الاربعمائة في موضوع "الحفيظ
نبذة عن الفيديو
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله ،وبعد : فهذه
الحلقة الثانية بعد الأربعمائة في موضوع (الحفيظ) والتي هي بعنوان:
*حال السلف مع الوقت وحفظه : السلف في اغتنامهم الأوقات :
لقد عرف السلف الصالح رضوان الله عليهم أهمية حياتهم ووقتهم
فاغتنموها خير اغتنام، فهذا عبد الله بن مسعود رضي الله عنه يقول:
(ما ندمت على شيء ندامتي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي)، ويقول الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله: "السَّنة شجرة، والشهور فروعها، والأيام أغصانها، والساعات أوراقها، والأنفاس ثمارها، فمن كانت أنفاسه في طاعة فثمرة شجرته طيبة، ومن كانت في معصية فثمرته حنظل، وإنما يكون الجذاذ يوم المعاد، فعند الجذاذ يَتبين حلو الثمار من مرها"، وكتب الأوزاعي إلى أخ له: "أما بعد: فقد أحيط بك من كل جانب، واعلم أنه يسار بك في كل يوم وليلة، فاحذر الله والمقام بين يديه، وأن يكون آخر عهدك به، والسلام".
ومن الحرص على استثمار هذا الوقت الثمين وعدم التفريط في لحظة واحدة منه، يقول الحسن البصري: "أدركت أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم".
وقال عمر بن عبد العزيز: "الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما"، وقال موسى بن إسماعيل: "لو قلت لكم: إني ما رأيت حماد بن سلمة ضاحكا قط صدقتكم، كان مشغولا بنفسه؛ إما أن يُحدِّث، وإما أن يقرأ، وإما أن يسبح، وإما أن يصلي، كان قد قسم النهار على هذه الأعمال"، وقال ابن القيم: "إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها". وأما الإمام ابن عقيل ففي أخباره العجب، حتى كان يقول: "إني لا يحلّ لي أن أُضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة وبَصَري عن مطالَعة أعملت فكري في راحتي وأنا مُنطرِح، فلا أنهض إلا وقد خَطَرَ لي ما أُسطِّره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة".
جمال الدين القاسمي رحمه الله من علماء الشام ،كان يمشي مع بعض رفاقه فمر بمقهى فرأى الناس يلعبون، فأطرق مليا، فسئل عن ذلك؟ فقال: لو أن هؤلاء يبيعونني أوقاتهم لاشتريتها
لذا كان السلف الصالح رضوان الله عليهم أشد حرصا على أوقاتهم منا، فبينا ترى منا من لا يعرف كيف يشغل وقته، ويملأ فراغه، فتسمعه يقول لصاحبه: تعال نضيّع الوقت اونقتل الوقت، ترى منهم الحرص على الدقيقة، بل على اللحظة والثانية، وكما تراهم يتواصون بذلك :
فها هو ابن الجوزي رحمه الله يقول لولده: أي بني من قال: سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة فانظر إلى مضيع الساعات كم ضيع من نخلات.
وأثر عن بعضهم أنه كان إذا قيل له :قف أكلمك. قال: أمسك الشمس.
وكان بعضم إذا دخل عليه زواره أكرمهم وأحسن ضيافتهم، فإذا طال بقاؤهم قال: ألا تنصرفون. الله الله عباد الله في الأوقات لا تستكثروا أوقاتكم فإن الواجبات أكثر من الأوقات.
إلى هنا ونكمل في الحلقة التالية والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .