أسماء الله الحسنى وصفاته الحلقة الثانية والثمانون بعد الثلاثمئة في لفظ الجلالة الله
نبذة عن الفيديو
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة الثانية والثمانون بعد الثلاثمئة في موضوع ( الله ) والتي ستكون بعنوان : " اقتران أسماء الله الحسنى في القرآن يدل على الكمال المطلق " - قال الإمام ابن القيم :"اعلم –وفقك الله تعالى- أن اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر ...قدر زائد على مفرديهما[ بدائع الفوائد 1/161]"فلهُ بذلك جميع أقسام الكمال : كمال من هذا الإسم بمفرده , وكمال من الآخر بمفرده , وكمال من إقتران أحدهما بالآخر .[ مدارج السالكين 1/58] وفي موضع آخر قال :وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن فتأمله فإنه من أشرف المعارف [بدائع الفوائد 1/161] وقال في موضع آخر : "...قرن بين الملك والحمد على عادته تعالى في كلامه , فإن اقتران أحدهما بالآخر له كمال زائد على الكمال بكل واحد منهما , فلهُ كمال من ملكه , وكمال من حمده ,وكمال من اقتران أحدهما بالآخر , فإن الملك بلا حمد نقص , والحمد بلا ملك يستلزم عجزا , والحمد مع الملك غاية الكمال ..."[ بدائع الفوائد 1/79- ] وكما يكون الحسن في أسماء الله باعتبار كل اسم على انفراده فكذلك يكون باعتبار جمعه إلى غيره فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمالٌ فوق كمال. مثال ذلك: "العزيز الحكيم" فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دال على الكمال الخاص الذي يقتضيه وهو: العزة في العزيز؛ والحُكمُ والحكمة في الحكيم. والجمع بينهما دال على كمال آخر وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظُلما وجورا وسوء فعل كما قد يكون من أعزّاء المخلوقين. فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيءُ التَّصرف. وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعزِّ الكامل بخلاف حكم المخلوق وحكمته، فإنهما يعتريهما الذُّلُّ. - وقال الشيخ عبدالرزاق البدر:" إن من الأمور المفيد ملاحظتها في فقه الأسماء الحسنى اقتران أسماء الله في مواضع عديدة من القرآن والسنّة بعضها ببعض، نحو: "السميع البصير" و "الغفور الرحيم"، و "الغني الحميد"، و" الخبير البصير"، "والرؤوف الرحيم"، و" الحكيم العليم"، "الحميد المجيد"،و "العزيز الحكيم"، و" العلي العظيم"، و" الفتّاح العليم" و" اللطيف الخبير"، و" الشكور الحليم"، و" العفوّ الغفور"، "الغني الكريم"، والأمثلة كثيرة جداً لهذه الأسماء المقترنة. ولا ريب أن هذا الاقتران فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة والمنافع الكبيرة ما يدلّ على كمال الربّ مع حسن الثناء وكمال التمجيد، إذ كلّ اسم من أسمائه متضمن صفة كمال لله ، فإذا اقترن باسم آخر كان له سبحانه ثناءٌ من كلّ اسم منهما باعتبار انفراده وثناءٌ من اجتماعهما، وذلك قدر زائد على مفرديهما. "[فقه الأسماء الحسنى 41 [الأنترنت – موقع ملتقى أهل التفسير ] إلى هنا ونكمل في اللقاء التالي والسلام عليكم