سلسلة أسماء الله الحسنى وصفاته "المنتقم" الحلقة 179
نبذة عن الفيديو
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه
الحلقة التاسعة والسبعون بعد المائة في موضوع (المنتقم) والتي هي
بعنوان : - (العفوّ) (الغفور): ويقول في بُعدٍ آخر:
إنّ كلّ من ارتكب السيِّئة ينتظر الرد بالمثل، خاصة الأشخاص الذين هم من هذا النمط، وأحياناً يكون جواب السيِّئة الواحدة عدة سيِّئات، أما عندما يرى المُسيء أنّ مَن أساء إليه لايردّ السيِّئة بالسيِّئة وحسب ، وإنما يُقابلها بالحسنة، عندها سيحدث الإنقلاب في تفكيره ونظرته، ويحدث التغير في شخصيّته، وسيؤثِّر ذلك على ضميره فيوقظه، وسيشعر بالحقارة على ما قام به، وينظر بعين الإكبار والتقدير إلى مَن أحسن إليه في قبال إساءته، وبذلك تزول مشاعر الحقد والعداوة من
الداخل لتترك مكانها للحب والمودّة. يقول الشاعر:
سامح صديقَكَ إن زلّت به قَدَمٌ **** ليس يسلمُ إنسانٌ من الزّللِ
هذا القانون المليء بقوانين الحياة هو قانون التسامح الأوّل، وهو الذي جعل بعض قادة الفتح المكِّي يُغيِّرون شعار: "اليوم يوم الملحمة، اليومُ تُسبى الحُرمة، اليوم أذلّ الله قريشاً"! إلى شعار المسامحة الذي يتعالى على الإساءات ويتناسى السيِّئات: "اليوم يوم المرحمة، اليوم تُحمى الحُرمة، اليوم أعزّ الله قريشاً"!
لقد أدب الله نبيّه محمّداً (ص) أدباً يمتدّ مع الزمن، فقال: (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، أي إدفع سيِّئة مَن أساء إليك بحسنتك، حتّى يكون (الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). وهل التسامح إلا هذا؟!
جاء رجلٌ إلى النبي (ص)، فقال: يا رسول الله! كم نعفو عن الخادم؟ فصمت (ص)، ثمّ أعاد عليه الكلام، فصمت، فلمّا كان في الثالثة، قال: "اعفُ عنه في كلِّ يوم سبعين مرّة"!! ولذلك أُثِرَ عنه (ص)
قوله: "ما زاد الله عبداً بعفوٍ إلا عزّاً".
وأمّا السيد المسيح (ع)، فيقول: "إذا قرّب أحدُكم قربانه ليذبحه، فذكر أنّ أخاه واجِدٌ (غضبان، أو زعلان) عليه، فليترك قربانه، وليذهب إلى أخيه فليرضيه، ثمّ ليرجع إلى قربانه"!
يقول الشاعر:خُذ العَفْوَ وأمُرْ بعُرْفٍ كما*** أُمِرْتَ وأعْرِض عن الجاهلين
وَلِنْ في الكلامِ لكلِّ الأنامِ **** فمستحسنٌ من ذوي الجاه لِينْ!
[الأنترنت - موقع البلاغ - التسامح من وجهة نظر نفسية - أسرة البلاغ ]
إلى هنا ونكمل في الحلقة القادمة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.