أسمــــــــــــــــــــــــاء الله الحسنـــــــــــــــــــــى وصفاتـــه الحلقة الثامنة والتسعون بعد المائة في موضوع القادر المــقتدر القـــدير
نبذة عن الصوت
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد : فهذه الحلقة
الثامنة والتسعون بعد المائة في موضوع(القديرالقادرالمقتدر) من اسماء الله الحسنى وصفاته وهي بعنوان:
*معاني الأسماء الحسنى عند الانفراد والاقتران :
إن من القواعد في باب الأسماء والصفات أن كل اسم من أسماء الله متضمن لصفة؛ فالعليم يدل على العلم، والقدير يدل على القدرة، والعزيز يدل على العزة، والرحيم يدل على الرحمة، والحكيم يدل على الحكمة، فإذا اقترن اسمان دلَّ كل واحد منهما على صفة، ودلَّ اقترانهما على معنى زائد على ما دلَّ عليه كلُّ اسم على انفراده، كقوله تعالى: (فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا قَدِيرًا) فهذا يدل على كمال العفو؛ إذ لا يتحقق كمال العفو إلا مع القدرة، وكقوله: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا)؛ فإن اقتران العزيز بالحكيم يدل على كمال العزة؛ فإن كمال العزة إنما يتحقق مع الحكمة التي هي وضع الأشياء في مواضعها، وكقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) يدل اقترانهما على أنه تعالى يسمع الصوت ويرى مصدره، فهو يسمع ويرى، كما قال تعالى لموسى وهارون: (إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى)، ومن المعلوم أن فهم دلالات سياقات الكلام وتراكيبه مما تفاوت فيه عقول العلماء، والله يؤتي فضله من يشاء، والله ذو الفضل العظيم، والله أعلم. [وانظر ـ أيها السائل ـ مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية (10/251). وصلى الله وسلم على محمد. أملاه: عبد الرحمن بن ناصر البراك] [الأنترنت – موقع المسلم - معاني الأسماء الحسنى عند الانفراد والاقتران]
وقال الشيخ عبدالرزاق البدرحفظه الله في كتاب فقه الأسماء الحسنى :
" إن من الأمور المفيد ملاحظتها في فقه الأسماء الحسنى اقتران أسماء الله في مواضع عديدة من القرآن والسنّة بعضها ببعض، نحو: "السميع البصير" و "الغفور الرحيم"، و "الغني الحميد"، و" الخبير البصير"، "والرؤوف الرحيم"، و" الحكيم العليم"، "الحميد المجيد"،و "العزيز الحكيم"، و" العلي العظيم"، و" الفتّاح العليم" و" اللطيف الخبير"، و" الشكور الحليم"، و" العفوّ الغفور"، "الغني الكريم"، والأمثلة كثيرة جداً لهذه الأسماء المقترنة.
ولا ريب أن هذا الاقتران فيه من الحكم العظيمة والفوائد الجليلة والمنافع الكبيرة ما يدلّ على كمال الربّ سبحانه وتعالى، مع حسن الثناء وكمال
التمجيد، إذ كلّ اسم من أسمائه متضمن صفة كمال لله عز وجل ، فإذا اقترن باسم آخر كان له سبحانه ثناءٌ من كلّ اسم منهما باعتبار انفراده وثناءٌ من اجتماعهما، وذلك قدر زائد على مفرديهما. "
وجدت هذا الكلام القيم للإمام ابن القيم، لعله يجيبنا:
قال رحمه الله في كتاب بدائع الفوائد: تحت عنوان " ما يجري صفة أو
خبرا على الرب تبارك وتعالى أقسام":
السادس : صفة تحصل من اقتران أحد الإسمين والوصفين بالآخر وذلك قدر زائد على مفرديهما نحو الغني الحميد العفو القدير الحميد المجيد وهكذا عامة الصفات المقترنة والأسماء المزدوجة في القرآن؛ فإن الغنى صفة كمال والحمد كذلك واجتماع الغنى مع الحمد كمال آخر فله ثناء من غناه وثناء من حمده وثناء من اجتماعهما وكذلك العفو القدير والحميد المجيد والعزيز الحكيم فتأمله فإنه من أشرف المعارف.
وقال الشيخ ابن عثيمين في كتابه القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى تحت القاعدة الأولى أن أسماء الله تعالى كلها حسنى، قال:
الحسن في أسماء الله تعالى يكون باعتبار كل اسم على انفراده، ويكون باعتبار جمعه إلى غيره، فيحصل بجمع الاسم إلى الآخر كمال فوق كمال، مثال ذلك: العزيز الحكيم ـ فإن الله تعالى يجمع بينهما في القرآن كثيرا، فيكون كل منهما دالا على الكمال الخاص الذي يقتضيه، وهو العزة في العزيز، والحكم والحكمة في الحكيم، والجمع بينهما دال على كمال آخر، وهو أن عزته تعالى مقرونة بالحكمة، فعزته لا تقتضي ظلما وجورا وسوء فعل، كما قد يكون من أعزاء المخلوقين، فإن العزيز منهم قد تأخذه العزة بالإثم فيظلم ويجور ويسيء التصرف، وكذلك حكمه تعالى وحكمته مقرونان بالعز الكامل، بخلاف حكم المخلوق وحكمته فإنهما يعتريهما الذل.
[الأنترنت - موقع رياحين المسك : لماذا يذكر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز اسمين من اسمائه الحسنى في اﻵيات القرانية التي تستوجب ذكر اسمائه ؟ ]
وإلى هنا ونكمل في اللقاء القادم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .